من هم الإيرانيون الأفارقة؟

إن الامتزاج بين مختلف العرقيات في ايران، وعلى غرار الكثير من دول المنطقة هو نتيجة بديهية ومباشرة لما عرفته بلاد فارس من تقلبات على مر العصور. ومن العرقيات المتواجدة حتى يومنا هذا أقلية الافارقة التي يجهل معظم أفرادها أصولهم.

إعلان

الإيرانيون ذوو البشرة السمراء، هم غالباً من أحفاد العبيد والبحارة والحرفيين الأفارقة، ويعيشون في محافظات الجنوب الإيراني همز كان وسيستان وبلوشستان وخوزستان وفي مدينتي بندر عباس وعبادان الساحليتين.

انتقل الأفارقة إلى بلاد فارس على فترات مختلفة من التاريخ وقد قدم معظمهم عبر المحيط الهندي بالبواخر على يد تجار عرب في العصور الإسلامية الأولى أو على يد تجار من البرتغال في فترات لاحقة لأغراض التجارة بالرق أو تشغيلهم كبحارة.

وظلت تجارة الرق ممارسة قانونية في إيران حتى عام 1928، وبعد تجريمها انتقل العبيد المحررون إلى المناطق الجنوبية في إيران كيلا تلاحقهم لعنة الرق مع ما يتبعها من تصرفات عنصرية، غير أنهم واجهوا العنصرية هناك على يد الأفارقة الإيرانيين الذين كانوا يعملون في المحافظات الجنوبية كبحارة، وباتوا منقسمين إلى فئتين: أحفاد العبيد وأحفاد البحارة، وقد بلغت التفرقة بين الفئتين درجة منع التزاوج بين أفرادهما.

بالرغم من عدم توافر إحصائيات رسمية بعدد الأفارقة الإيرانيين، فإن الباحثة الإيرانية الكندية بهناز ميرزاي التي أمضت أكثر من عشرين عاماً في البحث عن تاريخ الشتات والعبودية الإفريقية في إيران، قدرت أن تكون نسبة ما بين 10 إلى 15 بالمائة من سكان جنوب إيران من أصول إفريقية وتتقلص هذه النسبة كلما اتجهت إلى الشمال ذلك في أطروحة الماجستير التي ناقشتها في جامعة بروك الكندية.

الواقع أن معظم الأفارقة الإيرانيين لا يعرفون تاريخهم أو أصول عائلاتهم، كما لا يزال الكثير من الإيرانيين يعتقدون أن بشرتهم السمراء هي نتيجة الحرارة المرتفعة على الساحل الجنوبي في إيران، كما يعتبر الإيرانيون من أصل إفريقي أنفسهم بحت إيرانيين إلى درجة أنهم يشعرون بالغضب والاستياء من الأسئلة حول أصولهم الإفريقية